قبور فوق القبور
وفي مشهد مؤلم، يظهر سعدي بركة، الحفار في غزة، وهو يقضي وقته بين طبقات القبور المتراكمة تحت الأرض في مقبرة ضخمة. يقول بركة: "في بعض الأحيان نبني القبور فوق القبور" لتوفير مساحة لمزيد من الموتى.
يبدأ بركة وفريقه من حفاري القبور المتطوعين في مقبرة دير البلح عملهم عند شروق الشمس، حيث يقومون بحفر مقابر جديدة أو إعادة فتح مقابر موجودة بالفعل. في بعض الأحيان، تأتي الجثث من مناطق بعيدة في غزة، حيث دمرت المقابر وأصبح الوصول إليها مستحيلاً.
مقبرة واحدة كبيرة
منذ أكتوبر، أسفر تصاعد النزاع عن مقتل ما يقرب من 2% من سكان غزة قبل الحرب. وقام الجيش الإسرائيلي بحفر وقصف أكثر من 20 مقبرة، وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي حللتها مؤسسة "بيلينغكات" الاستقصائية.
نقلت القوات الإسرائيلية عشرات الجثث إلى إسرائيل بحثاً عن الرهائن، وعندما تعاد الجثث إلى غزة، غالباً ما تكون في حالة تحلل ولا يمكن التعرف عليها، مما يضطرها للدفن سريعاً في مقبرة جماعية.
نداء الأمم المتحدة
في هذه الأوقات العصيبة، طالبت الأمم المتحدة بوقف إنساني لمدة سبعة أيام في غزة لتوفير لقاح شلل الأطفال لـ 640 ألف طفل. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن وكالات الأمم المتحدة ترغب في تقديم لقاح شلل الأطفال الفموي من النوع 2 للأطفال تحت سن العاشرة في وقت لاحق هذا الشهر.
وأضافت المنظمة أنه "في غياب الهدن الإنسانية، لن يكون من الممكن تنفيذ الحملة".
وفي يوليو الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال كبير لتفشي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة والمناطق المحيطة به، بسبب تدهور الوضع الصحي ونظام الصرف الصحي. وقال أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية التابع للمنظمة، إن الفيروس تم رصده في عينات من مياه الصرف الصحي في غزة.
وأضاف ساباربيكوف: "هناك خطر كبير لانتشار فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في غزة، ليس فقط بسبب اكتشافه بل أيضاً بسبب الوضع السيئ للغاية في نظام الصرف الصحي".
وشلل الأطفال هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال دون سن الخامسة. يحذر مسؤولو الصحة العامة ومنظمات الإغاثة من أن عدم توفر خدمات صحية مناسبة سيجعل سكان غزة عُرضة لتفشي الأمراض.